رأى المختص في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة، أن سياسة التدمير التي ينتهجها الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي قطاع غزة، هي جزء من أجندة عسكرية لفرض موقف سياسي.
ومنذ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، يشن الاحتلال "الإسرائيلي" عملية عسكرية على شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومشروعها وبيت حانون، حيث ارتكب خلالها أبشع المجازر بحق عائلات فلسطينية بأكملها، مع نسف عشرات المنازل والمباني، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 2300 فلسطيني وإصابة الآلاف.
وقال هلسة في حديثه لموقع "فلسطين أون لاين"، إن الاحتلال يحاول تثبيت معادلة عدم عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، مشيراً إلى أنه يفرض سياسة الحرق والتدمير الكامل لمناطق شمال القطاع من أجل جعله غير قابل للحياة.
ويعتقد هلسة، أن كل ما يدور من أحاديث حول اقتراب توقيع اتفاق تهدئة وإبرام صفقة تبادل أسرى مرتبط بجملة من التحولات التي تؤثر في طبيعة اتخاذ القرار داخل دولة الاحتلال.
وذكر أن التحوّل الأول مرتبط بشكل أساسي في السردية التي حاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تسويقها، وأبرزها توقيع اتفاق التهدئة مع حزب الله في لبنان، وهو ما عمل على تأجيج حالة الحراك الداخلي "الإسرائيلي" تزامناً مع نشر حركة حماس فيديوهات تتعلق بالمخاطر التي يتعرض لها الأسرى "الإسرائيليين" بسبب القصف المستمر.
وبيّن أن هذا الأمر أضعف مقدرة نتنياهو على استمرار بيع الحجج والمناورة أمام الداخل "الإسرائيلي"، في أعقاب نشر المقاومة في غزة فيديوهات تُظهر أن مصير الأسرى مرتبط بموافقة نتنياهو على ابرام صفقة التبادل.
ووفق هلسة، فإن نتنياهو بدأ يمهد للمجتمع الإسرائيلي بأنه ينوي إبرام اتفاق تهدئة مع المقاومة الفلسطينية لكن لا يريد ذلك بلا ثمن، وهو ما يعني استعداده مع حكومته الذهاب لصفقة جزئية يستطيع من خلالها الافراج عن الأسرى الإسرائيليين".
وذكر أن نتنياهو يخشى الاصطدام مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي أمر الأول بإنهاء العدوان في الشرق الأوسط قبل تنصيبه داخل البيت الأبيض، لذلك قد يسعى لإنهاء حرب الإبادة من أجل عدم تهشيم صورته أمام الجمهور الاسرائيلي
ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الـ 442 على التوالي حرب "الإبادة الجماعيَّة" على قطاع غزّة، حيث أسفرت عن استشهاد أكثر من 54 ألفاً وإصابة أزيد من 100 ألف آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق احصائيات رسمية من وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.